تعاطف والشكر يعزز الثقة بالقائد

تعاطف والشكر يعزز الثقة بالقائد

  • تعاطف والشكر يعزز الثقة بالقائد

افاق قبل 1 سنة

التعاطف والشكر يعزز الثقة بالقائد

بكر أبوبكر

ثقةُ الجماعة من أثمن ما يمكن أن يحققه الشخص في علاقاته المختلفة، في دوائره القريبة أوالبعيدة، لأنها المدخل لأن تسير السفينة سفينة الحياة، ومنها في العمل المشترك، بشكل متزن، لا يعطبها ثغرات ولا يشوبها خلل الفقدان أو الغرق.

وفي هذه المادة المعنونة: كيف يكتسب القائد ثقة الجماعة في 15 نقطة عرفنا الثقة ثم القائد عامة، والقائد الجيد والسيء، والقيم. ثم عرجنا على الاهتمام كأول نقطة في اكتساب القائد لثقة الجماعة، ونحن الآن مع النقطة الثانية حيث التعاطف مع الآخرين، ومشاعرهم، ثم   الاشادة بالأعضاء وشكرهم أو مدحهم علنًا.

  التعاطف مع الآخرين ومشاعرهم:

 كثيرًا ما تجد لدى الناس أوقات صعبة يحتاجون فيها للدعم مثل هزّة نفسية لموت أو استشهاد صديق أو قريب، أو لخلاف ما، أولجائحة أو مرض أومصيبة ألمّت به أو اسرته، أوبالمقابل فرح أو نجاح.

فكلما كان للقائد وخاصة (الجماهيري) صلة بهذه الأمور كلما كان أكثر اقترابًا. وقد تتعزز الثقة حين يأخذ بعين الاعتبار نفسية العضو في تأخره عن الاجتماع مثلًا أوفي ردة فعله العنيفة الوقتية، أو تقصيره في أداء مهمته فلا ينال العقاب أو التقريع العلني خاصة.

يقول "مايكل لي ستالارد" مؤلف كتاب:"ثقافة الاتصال، الميزة التنافسية للهوية المشتركة والتعاطف والتفاهم في العمل" أن "تعزيز التعويض العاطفي يعتمد على تلبية سبع احتياجات إنسانية عالمية للنجاح وللازدهار في العمل: الاحترام، والاعتراف، والانتماء، والاستقلالية، والنمو الشخصي، والمعنى، والتقدم. إن الإحساس الناتج عن الارتباط الناتج عن تلبية هذه الاحتياجات يولد مشاعر إيجابية ويجعلنا نشعر بالارتباط بعملنا وبزملائنا."

مضيفًا أن "القادة الذين يزرعون ثقافة الاتصال من خلال توصيل رؤية ملهمة، وتقدير الناس وعدم التفكير أو التعامل معهم كوسيلة لتحقيق غاية، ومنحهم صوتًا سوف يلبي الاحتياجات السبعة، ويوحد الموظفين، ويعزز البيئة العلائقية التي تساعد الناس يبذلون قصارى جهدهم."

يقول علماء النفس أن التعاطف المتبادل هو رابط قوي أصبح ممكنًا بواسطة الخلايا العصبية المرآتية في أدمغتنا. تعمل الخلايا العصبية المرآة مثل نظام Wi-Fi العاطفي. عندما نشعر بمشاعر الآخرين، فإن ذلك يجعلهم يشعرون بالارتباط بنا.

 

 الاشادة بالأعضاء وشكرهم أو مدحهم علنًا:

 من أصعب الأمور أن تكون قد حققت إنجازًا او إنجازات أو مساهمات طيبة أو نجاحات مشهودة، صغيرة أم كبيرة، ولا تجد من القائد أو المسؤول عنك الا عين الحسد مثلًا، أو التقليل من العمل، أو إهماله كليًا بعدم الاهتمام بمساهماتك أو انجازك الواضح فلا يذكره، بل وكأنه لم يكن!

ومن هؤلاء عاصرتُ الكثير فحين تكون في قمة العطاء ولا تحتاج إلا الى قليل من الشكر أوالثناء أو الاعتراف، أو تربيتة على الكتف أو قليل من المديح تتبخر هذه الأمنيات حين اللقاء مع القائد الذي يفتقر لهذه اللمسة، فتتبخر الثقة به وتتردى لديك. وفي المقابل عاصرت أحدهم الذي كان يقدم الثناء والشكر حين يرى أي خطوة صغيرة أو كبيرة تقودك للأمام، فلتكن أنت من هذا الصنف الثاني.

ونضيف لما سبق أن علماء الإدارة والتنظيم يقولون: "المديح علنًا والعقاب بخصوصية"، وأنظر لنموذج الشكر العلني من المولى عز وجل لأحد الانبياء الكرام وهو الشكور أيضًا بدوره: (ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ ۚ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا -الإسراء3).

وكانت هذه أي الإشادة العلنية من سمات القائد الخالد ياسر عرفات الى سماته الكثيرة الأخرى، كما رأيناها في الأخ القائد عباس زكي من قيادات حركة فتح، أيضًا بوضوح.

يقول خبراء الإدارة والقيادة: يفهم القادة العظماء أنهم من خلال تقديم الشكر، فإنهم يلبون حاجة إنسانية أساسية (أنظر هرم ماسلو الثُماني للحاجات الإنسانية) لدينا جميعًا.

إن الاهتمام والإشادة والشكر من القائد للأعضاء ضمن قيادته يخلق شعورا رائعا، إنه شعور يقود الأداء ويحقق الإنجازات، إنه يدفع الشخص في الفريق الى العمل بجدية أكبر والتعاون أكثر وحتى الاستعداد لتقديم تضحيات شخصية لصالح الفريق ككل.

 

 

 

التعليقات على خبر: تعاطف والشكر يعزز الثقة بالقائد

حمل التطبيق الأن